القاهرة: شارك سماحة الشيخ محمد أحمد حسين - المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، في أعمال المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، الذي عقد في القاهرة تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، وذلك بدعوة من فضيلة الشيخ الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية، وبين سماحته أن موضوع هذا المؤتمر لا يتعارض مع مبدأ تغير الأحكام بتغير الأزمان، بمعنى أن هناك أشياء مستجدة لا بد من بحث الحكم الشرعي فيها، ثم تطويع هذه الأدوات الحديثة وهذه الصناعة التي صنعها الإنسان الذي جعله الله عز وجل خليفة هذه الأرض وتطويرها؛ لنستفيد منها في خدمة الدعوة الإسلامية والشرع الإسلامي وبيان الأحكام الشرعية، وفق الشريعة الإسلامية ومآلات الأمور.
وخلال إلقائه كلمة الوفود المشاركة، أعرب سماحته عن امتنانه لمواقف مصر الداعمة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا على أن مصر دائمًا هي الظهير المكين لقضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تمثل حجر الزاوية في وجدان الأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن مصر قدمت الكثير للقضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م وحتى اليوم، وهي ما زالت تقف مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، ودعا سماحته إلى وقف حرب الإبادة والدمار التي تشنها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكداً على ضرورة التحرك العاجل لنصرة الشعب الفلسطيني ومقدساته، مشيداً بهذا المؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه، الذي يأتي في وقت أصبح الذكاء الاصطناعي مهماً في حياة البشرية جمعاء، داعياً إلى استخدام هذا العلم في المجلات النافعة التي تعود على البشرية جمعاء بالخير والأمن والسلام.
وقدم سماحته بحثاً إلى المؤتمر بعنوان "المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي" تناول فيه مفهوم المفتي الرشيد، وكذلك مفهوم تحديات الذكاء الاصطناعي، وتطرق إلى أنواع الذكاء الاصطناعي، وفوائده ومنافعه، والتحديات والمخاطر التي تواجه الإفتاء باستخدامه، وبيّن حكم الشرع في استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى، وضوابط هذا الاستخدام.
والتقى سماحته فضيلة الشيخ الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية، وقدم له درع دار الإفتاء الفلسطينية، وأشاد بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط الشعبين الفلسطيني والمصري، والتقى سماحته كذلك الدكتور أحمد الطيب/ شيخ الأزهر الشريف، والعديد من الشخصيات الرسمية والشعبية المشاركة في أعماله، وأطلعهم على الانتهاكات والاعتداءات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وحرب الإبادة والدمار التي تشنها ضدهم، داعياً الأمتين العربية والإسلامية إلى القيام بواجبهما تجاه القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
|